قال: [وقوة التخييل؛ ليخيل بها القوى العقلية في أشكال محسوسة، وهي الملائكة عندهم]، فالملائكة عندهم عبارة عن قوى عقلية، فبقوة هذا الرجل الذي عنده قوة التخييل، يقلب هذه القوى العقلية إلى أشكال وهيئات محسوسة.
فهم في الحقيقة لا يعتقدون بوجود الملائكة، وقوة التخييل هي كفعل السحرة الذين يقلبون الأشياء من شكل إلى شكل آخر، وهي عند الفلاسفة أنه يستطيع أن يقلب القوى العقلية -وهي الملائكة في زعمهم- إلى أشكال محسوسة، فيقول: جاءني ملك صفته كذا وكذا.. وهذا من كفرهم والعياذ بالله!
يقول: [وليس في الخارج -أي: خارج الذهن عندهم- ذات منفصلة، تصعد وتنزل، وتذهب وتجيء، وتُرى وتخاطب الرسول]، أي: أنه ليس هناك ملائكة لها ذوات مستقلة تفعل هذه الأفعال، من الصعود والنزول... إلخ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار}، فهي تذهب وتجئ، وتُرى، وتخاطب الرسول، كما خاطب جبريل محمداً صلى الله عليه وسلم.
يقول: [وإنما ذلك عندهم أمور ذهنية لا وجود لها في الأعيان]، فالملائكة عندهم ليست حقائق خارجية موجودة، إنما هي مجرد تخيلات في أذهان هؤلاء الذين عندهم هذه الخصائص وهذه الصفات.
إذاً: مما سبق يتبين أنهم لا يؤمنون بالله، ولا بالملائكة، ولا بالكتب، ولا بالرسل.